الموروث الثقافي أول إستقرار للإنسان في مدينة الانيا يعود إلى 20 الف سنة أو أكثر في فترة العصر الحجري حيث كانو يسكنون في الكهوف و المغارات , بعد حرب هيرودوت و طروادة انتقل هذا الإستقرار الى منطقة الأناضول في المنطقة الواقعة على الحدود التي تفصل بين بامفيلية و كليكية . في حقبة العصور القديمة كانت تقع مدينة الانيا تحت حكم الامبراطورية الرومانية و كان يقطنها القراصنة و لكن و بالرغم من قوة الامبراطورية التي كانت تحكم العالم آنذاك إلا إنهم كانو خارج سيطرتها . في العصور الوسطى كانت تقع المدينة تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية . في فترة حكم الدولة السلجوقية في هضبة الأناضول اصبحت عاصمة للدولة السلجوقية و نسب إسمها للسلطان السلجوقي الذي قام ببناءها و جعل منها عاصمة للدولة بعد أعجب بجمالها و موقعها الحصين . على مر العصور و الحضارات أطلق على مدينة الانيا العديد من الأسماء , جوراجسيوم , كالانوروس , الاييا و حتى وقتنا الحالي الانيا
ولى آثار الأستقرار في مدينة الانيا وجدت في أحد المغارات التي تبعد عن المدينة مسافة 20 كم . و تعود هذه الآثار إلى 18 الف سنة من الوقت الحالي . تاريخ المنطقة على مر العصور كان مرتبطا بتاريخ الأناضول . على حسب نتائج الدراسات و الأبحاث التي أجريت داخل حدود سهول كليكية سكن مدينة الانيا العديد من الحضارات مثل الهلنستية , الرومانية , روما الشرقية , السلجوقية, الخلافة العثمانية , و منه نستخلص أن مدينة الانيا كانت على مر العصور من المدن المأهولة . في منطقة المتوسط في فترة ما قبل الميلاد عرف عن مدينة الانيا بأنها كانت تستخدم كقاعدة لهجمات القراصنة الذين كانو يقطنونها و الذين تم القضاء عليهم سنة 67 ميلادي من خلال أحد المعارك . في فترة العصور الوسطى و فترة حكم إمبراطورية روما الشرقية اخذت المدينة اسم ( كالاورنوس) و التي تعني الهضبة الجميلة أو القمة الجميلة . في القرن الثالث عشر تم فتح المدينة على يد السلطان السلجوقي المسلم علاء الدين كايكوبات و أخذت أسم الاييا بعد أن قام بتشييدها مرة أخرة و جعل منها عاصمة شتوية للدولة السلجوقية . في الفترة الهلنيستية و الرومانية عرفت المدينة بأسم كواركاسيم تندرج قلعة الانيا ضمن قائمة منظمة اليونسكو العالمية كواحدة من مناطق الأرث العالمي . كما تم إعلان قلعة الانيا قياسا بقيمتها التاريخية و الثقافية كواحدة من الثروات الثقافية الوطنية . ترتفع قلعة الانيا 250 متر عن سطح البحر و تعد من قلاع القرون الوسطى . تحمل قلعة الانيا بأسوارها و ما تحتويه في داخلها العديد من الآثار قيمة تاريخية مهمة . و تعتبر من القلاع المأهولة دون إنقطاع منذ العهد الهلنستي . شكل قلعة الانيا الحالي هو نفس الشكل الذي قام السلطان السلجوقي علاء الدين كايكوبات بإنشاءه إبان القرن الثالث عشر الميلادي . البرج الأحمر و حوض بناء السفن يعدان من العلامات المميزة لمدينة الانيا و اللذين تم بناؤهما في نفس تلك الفترة . الأسوار التي تحيط بقلعة الانيا و التي تقع فوق ما يشبه شبه الجزيرة يبلغ مجموع طولها حوالي 6 كم .يتخلل السور عدد من الأبراج كما يوجد بجانب البرج الأحمر باب القلعة . داخل القلعة يقسم إلى قسمين القسم الأول و يسمى داخل القلعة و القسم الثاني يسمى ( اهمديك ) و قد تم تحويلها إلى متاحف تستقبل الزوار و السياح . في منطقة داخل القلعة يوجد عدد من الصهاريج و العنابر و صومعة صغير كما يوجد قصرالسلطان و قبر السلطان أخشاب و التي لابد للزائر من التعرف عليها لدى زيارة المدينة و قلعتها الأثرية . في الطرف المقابل من الأمور المثيرة في قلعة الانيا يمكن للزائر مشاهدة البحر المتوسط بلا حدود و ذلك من خلال أعلى نقطة في منطقة داخل القلعة و التمتع بلحظات الغروب الساحرة . في منطقة ( أهمديك ) يمكن مشاهدة خزانات المياه مع أبوابها التي تعود إلى العهد الهلنستي . جامع السليمانية , بيت الحرير, صهريج المجفيد , مسجد جميلي و باب السوق مناطق لا بد من زيارتها و التعرف أيضا . يطغى على منطقة داخل القلعة فن العمارة العثمانية و الذي يبدو واضحا بشكل جلي على منازله و ازقته . إكتشاف قلعة الانيا و معالمها التاريخية و التعرف عليها فرصة قيمة و ممتعة . ما بين أسوار القلعة و بشكل منظم توجد منطقة الميناء التي تعد من المناطق ذات قيمة تاريخية مهمة .
و تنحصر هذه المنطقة ما بين البرج الأحمر و منطقة حوض صناعة السفن التي تحيط بها من اطرافها و تحتويها . البرج يتألف من خمس طوابق و يتمتع بلإطلالة بانورامية تكشف ما حوله من جمال الطبيعة و البحر و المناطق التاريخية الساحرة . تم إنشاء البرج الأحمر ليشكل نقطة حماية و رصد لقلعة الانيا نسبة إلى ارتفاعه و تصميمه المؤلف من طوابق تربط بينها الأدراج و تتخللها نوافذ للرماة . لدى التجول خلال قلعة مدينة الانيا أشجار البرتقال و التصميم المعماري و التاريخ الممتد الى القرن الثالث عشر يجعلكم سوف تعيشون أجمل اللحظات و التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرتكم أبدا .